حازم نصر
حازم نصر


حازم نصر يكتب: رحيل رمز التواضع يحي عبيد 

حازم نصر

الأربعاء، 11 مايو 2022 - 09:58 م

تحمل في صبر ويقين آلام المرض المبرحة التي استمرت لسنوات ..لم يفقد إيمانه أو يتزعزع يقينه بتلك المحنة رغم قسوتها حتى لقي ربه اليوم راضيا مرضيا بعد أن أدى رسالته في الحياة على خير ما يكون الأداء .
الدكتور يحي عبيد رئيس جامعة المنصورة الأسبق ..
عرفته على مدار ثلث قرن تقريبا ..كان يقيم مع أسرته بمساكن أعضاء هيئة تدريس الجامعة التي تقع على بعد خطوات من مسكني  .
كثيرا ماكنا نتقابل مبكرا في نهاية الثمانينات  أثناء توجهه لعمله كأستاذ للمحاسبة بكلية التجارة بالجامعة حيث كان  يقود سيارته المتواضعة ومجرد رؤيتي يتوقف ليتجاذب معي أطراف الحديث ببشاشته المعهودة .. ثم يتوجه للكلية  ليقوم  برسالته النبيلة  بتفان وإخلاص من تدريس لإجراء الأبحاث للمناقشات العلمية البناءة وغيرها من المهام التي كان يقوم بها لصالح كليته .
وبعدما تم تعيين المرحوم الدكتور محمد عماره أستاذ العيون الشهير رئيسا للجامعة عام 1990  خلفا للفقيه القانوني الدكتور عبد الفتاح حسن قام رئيس الجامعة الجديد بتشكيل مكتب فني يعاونه في إدارة الجامعة ويدرس الموضوعات الهامة قبل اتخاذ قرار بشأنها .. ضم المكتب ثلاثة من بين  أفضل أساتذة الجامعة وأكثرهم نشاطا وموضوعية والمشهود لهم بالنزاهة والقدرة على الدراسة المتأنية والوصول للرأي السديد والحرص على الصالح العام .
وشاء القدر أن يتولى الثلاثة فيما بعد رئاسة الجامعة بالترتيب وهم :
عالم الفيزياء المصري الكبير الدكتور أحمد أمين حمزة 
وأستاذ المحاسبة المتميز الدكتور يحي حسنين عبيد 
وأستاذ الاقتصاد والمالية العامة الرصين الدكتور أحمد جمال الدين موسى والذي تولى فيما بعد مسئولية وزارتي التعليم والتعليم العالي .
بذل الثلاثة قصارى جهدهم طوال خدمتهم في إدارة الجامعة حيث سبق أن تولى كل منهم منصب نائب رئيس الجامعة قبل أن يتولى  رئاسة الجامعة وكان من نتيجة جهودهم أن تكون الجامعة في مقدمة الجامعات المصرية التي تنتقل للعصرية في نقلة نوعية كبيرة لازالت تجني ثمارها حتى اليوم .
مواقف كثيرة لا أنساها للراحل الدكتور يحي عبيد وجميعها تدل على نزاهته وبعده عن الشخصنة ولعل من أهمها أنه عندما كان نائبا لرئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث كان مرشحا لرئاسة الجامعة وكان ينافسه المرحوم الدكتور على عبد اللطيف عميد كلية الطب آنذاك وأحد أنجب الأساتذة في تاريخها ومن أكثرهم علما وخلقا وتواضعا .
وكان أن تم  تعيين الدكتور عبيد ..ورغم ذلك لم تترك منافسة الدكتور علي عبداللطيف حجازي له أثرا في نفسه ..بل عندما حان موعد تجديد العمادة له بادر بتجديدها على الفور لقناعته بتميز منافسه السابق وإدراكه أن المؤسسة تظل دائما في حاجة لجهود المتميزين من أبنائها في كل موقع .
كما لا أنسى الحوار الذي دار بمكتبه  عندما توجهت  بصحبة  جراح الجهاز الهضمي الأشهر بالجامعة المرحوم الدكتور فاروق أمين عزت نائب رئيس الجامعة الأسبق ومؤسس مركز جراحة الجهاز الهضمي لتهنئته برئاسة الجامعة ..هذا الحوار الذي دار حول مستقبل الجامعة ومستقبل مصر في ذلك الوقت وكان بالفعل حوارا يعبر عن قيمة رجال عظام يدركون حجم مسئولياتهم .
وطوال رئاسته للجامعة ظل المرحوم الدكتور يحي عبيد نموذجا ورمزا للتواضع والخلق الرفيع ورحابة الصدر وسعة الأفق .
رحمه الله جزاء ما قدم من عطاء وعلم ينتفع به .. وخالص العزاء لابنيه الحبيبين  المستشار الدكتور محمد يحي عبيد وأستاذ الإدارة الدكتور أحمد يحي عبيد ولأسرة جامعة المنصورة وتلاميذه ومحبيه ..أسكنه الله فسيح جناته وعوضنا عنه خيرا .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة